ذ. خليل غول يدعو إلى المشاركة بكثافة في توقيع العريضة المطلبية التي وجهها التضامن الجامعي المغربي إلى رئيس الحكومة بشأن مدونة للحماية الأمنية والقضائية لأعضاء الهياة التعليمي

اعتبر الأستاذ خليل غول، الكاتب الإقليمي للتضامن الجامعي المغربي بوجدة، في كلمته الافتتاحية لفعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمدرس الذي احتضنه المركب التعاوني ابن خلدون، وسط مدينة وجدة، بعد عصر يوم السبت 26 أكتوبر 2019، (اعتبر) هذه الذكرى لحظة وازنة ودالة خلال هذا الجمع المبارك لما يشكله من فسيفساء في حضوره، جمع يروم تثبيت ثقافة الوفاء والاعتراف بالجهود التي يبذلها الإداري والمدرس في المدرسة العمومية، منوها في الوقت ذاته بمراسلي التضامن الجامعي المغربي الذين يتحملون بصبر وجلد مسؤولية نشر الفكر التضامني وتوسيع مجال إشعاعه، رائدهم في ذلك إيمانهم الصادق بنبل الرسالة التي يتحملونها، ووعدهم بضرورة تعزيز التضامن والوحدة من أجل إعادة الاعتبار لمهنة التدريس والتفكير والتدبير.

وأشار الأستاذ خليل غول إلى أن شعار الحفل الذي اختاره المكتب الوطني للتضامن الجامعي المغربي لهذا اليوم، وهو “حماية حقوق المدرس(ة) وضمان حقوق التلميذ(ة) في التربية والتكوين: مدخل أساس لإرساء مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة”، ينسجم مع رؤيتهم ونضالهم من أجل إصلاح منظومة التربية والتكوين بإقامة مدرسة ديموقراطية حداثية تتيح تكافؤ الفرص والمساواة.
وأكد ذات المتحدث على أن منظمة التضامن الجامعي المغربي تدعو الحكومة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إلى إيجاد حلول منصفة وعادلة للملف المطلبي للهياة التعليمية بكل فئاتها، بتنسيق مع النقابات التعليمية، كما تدعو في نفس الوقت جميع الأطراف المعنية بالشأن التعليمي التفاني في حماية حقوق التلميذ في التربية والتكوين، وتغليب المصلحة العامة، والتمسك بأخلاقيات المهنة، والوعي بالحقوق والواجبات دفاعا عن المدرسة العمومية، وعن مكانتها الاعتبارية ووظائفها العلمية، مع التأكيد على أن نجاح الإصلاح التعليمي يتوقف على الاهتمام بالعنصر البشري من أطر إدارية وتربوية، والعناية الكافية بأوضاعها المادية والاجتماعية. وحيا بالمناسبة عاليا نضال النقابات والجمعيات الوطنية المهنية، معبرا عن دعمه للمطالب المشروعة للهيئة التعليمية.
وسجل الكاتب الإقليمي ذ. غول التأخر الحاصل في تفعيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح، والتأخر في إصدار القانون الإطار الذي بجسد تعاقدا وطنيا ملزما للجميع، لا يقبل المزايدات السياسية والإديولوجية والحسابات الضيقة في قضية مصيرية تهم الشعب المغربي برمته.
وجدد الأستاذ غول بصفته ممثلا إقليميا لمنظمة التضامن الجامعي المغربي التأكيد على أن المدرسة ليست عبئا مكلفا، بل هي استثمار للمغرب الراغب في التطور والتقدم، ويجب اعتبارها خدمة عمومية، وإن فرض رسوم على التعليم، مهما كانت طرقه وأساليبه، يعتبر مسا خطيرا بأحد المكاسب الأساسية للشعب المغربي، وهو مجانية التعليم، مع رفض خوصصته التي تساهم في تعزيز الفوارق الطبقية.
ولم يفته أن يدعو الأسر باعتبارها شريكا للمدرسة إلى الانخراط في دعم المدرسة العمومية، وتفعيل الحياة المدرسية، ومواكبة مسارات تمدرس بناتها وأبنائها من خلال جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ التي ينبغي أن تكون صلة والذين المدرسة والأسرة بالتوعية والمساهمة في تدبير المؤسسات التعليمية، ودعم الأنشطة التربوية والثقافية بها.
وذكر ذ. غول بالمسؤوليات الجسيمة التي يتحملها رجال ونساء التعليم، وبدقة المرحلة التي لا تسمح ببطء الإصلاح أو تأخيره أو تأجيله، مطالبا كتضامن جامعي بإخراج مدونة لتأطير مهنة التعليم على جميع المستويات، وتضمن أقصى درجات الحماية ذات الصلة بممارسة المهنة، ولا سيما القضائية والأمنية الواجبة لهاته الفئة، من كل الأخطار المحتملة، أسوة ببعض القطاعات في الوظيفة العمومية التي تستفيد من حماية خاصة، وفي هذا الإطار دعا إلى المشاركة بكثافة في توقيع العريضة المطلبية التي وجهها التضامن الجامعي المغربي إلى رئيس الحكومة بشأن مدونة للحماية الأمنية والقضائية لأعضاء الهياة التعليمية، بشرط أن يكون الموقع على العريضة مسجلا في اللوائح الانتخابية، مع ضرورة إرفاق هذه العريضة بنسخة من بطاقة التعريف الوطنية.

وفي كلمة مشتركة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية وجدة ـ أنجاد، هنأ الأستاذ محمد أمراح الأسرة التعليمية بيومها الأممي، هذا اليوم الذي قال عنه أنه ”يمثل كل معاني التضحية والإخلاص وروح المسؤولية لإنجاح كل المشاريع والمحطات التربوية بكفاءة عالية وفعالية متميزة”، مضيفا أنه ”لا إصلاح ولا تنمية بدون إيلاء نساء ورجال التعليم المكانة اللائقة التي يستحقونها في المجتمع، لأن تجندهم وانخراطهم لا يمكن أن يستقيم إلا بالنهوض بأوضاعهم المهنية والاجتماعية”.
الحفل الذي نشط فقرات برنامجه بمهارة عالية الأستاذ محمد بنعبيد، مدير المركب التعاوني ابن خلدون، عرف تكريم نخبة من رجال ونساء التعليم لما بذلوه من تضحيات جسام طيلة مسارها المهني خدمة للمنظومة التربوية والمدرسة العمومية بشكل عام، ويتعلق الأمر بالمديرين الإقليميين السابقين للتعليم الأستاذين يوسف العياشي والحسين الغول، إلى جانب فاعلين إداريين وموظفي الجمعيات والتعاونيات ومراسلي التضامن الجامعي المغربي وفعاليات نقابية وفاعل تربوي ومساعد تقني، فضلا عن الناشط الإعلامي المتميز الحسين قدوري.
وتخللت الحفل الراقي الذي حضره مديرون إقليميون سابقون، وممثلو فيدرالية جمعيات أمهات وآباء التلاميذ ومكاتب جمعيات الآباء المحلية، وممثلو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية رواد التغيير والتنمية، وجمعيات مدرسي الفلسفة والاجتماعيات ومديري الابتدائي والإعدادي والتأهيلي، والتمثيليات النقابية وجمعية الأعمال الاجتماعية لأسرة التعليم ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية ونقابة المفتشين، فضلا عن عدد كبير من نساء ورجال التعليم، (تخللته) تقاسيم موسيقية راقية تفنن الأستاذ عبد الغني الدخيسي في مداعبة أوتار عوده ببراعة أثارت إعجاب الحضور فصفق لها بحرارة.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *