يشكل تجديد المناهج التعليمية تحديا للمغرب كغيره من البلدان، في عصر المعرفة والتقدم العلمي، وفي مناخ عالمي مخترق بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والقيمية، مما يفسر اهتمام الدول المتقدمة حضاريا واقتصاديا واجتماعيا بالرأسمال البشري، وتسخيره للتقدم ولرقي المجتمع انطلاقا من النهوض بقطاع التعليم.
والمغرب بدوره يراهن على إصلاح منظومة التربية والتكوين التي تعتبر دعامة للتنمية البشرية المكون الأساس في التنمية الشاملة، ففي ظل العولمة والحداثة وتطtور وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة أصبح لزاما تجديد المناهج التعليمية لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل، وقد أكدت التجارب دائما أن التقدم رهين بالعلم والمعرفة، وانه لا يمكن بناء مجتمع قوي ومتماسك وتنافسي في ظل التحولات السريعة التي يعرفها العالم، إلا بنظام تعليمي يتميز بالفعالية والإنتاجية، ومؤهل لمواجهة تحديات العولمة، والتفاعل مع متطلبات التنمية.
في هذا السياق خصصت »الجريدة التربوية » العدد (86) لموضوع المناهج التربوية، ساهم فيه باحثون تربويون وممارسون بمقالات ضمنوها تشخيصا لواقع المناهج التربوية الحالية، ووجهات نظرهم في متطلبات التجديد والمراجعة في ضوء الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي والتعليمي. وقد تم تجميع هذه المقالات في مؤلف جماعي، صادر عن « صدى التضامن » تحت عنوان « المناهج التعليمية بالمغرب: الواقع والتحديات » من إعداد الباحث التربوي ابراهيم الباعمراني.
والكتاب إضافة نوعية، ومساهمة جادة في النقاش والتعبئة المجتمعية حول إصلاح منظومة التربية والتكوين انطلاقا من تجديد المناهج والمقررات الدراسية مع القطع مع المناهج التي أثبتت فشلها والطرق غير الناجعة في التلقين والتكوين، في أفق إرساء نموذج بيداغوجي يعتمد تنمية الفكر، وطرح السؤال، وصقل الحس النقدي، وتشجيع الإبداع.
التضامن الجامعي المغربي